أسْلَمتُ نفسي إلى الحُزنِ فأرّقني ... وخَضبتُ كفي بدمعِ الذلِّ ندمانا
أواهُ يا قلبي لو كنتَ تسمعني ... لَمَا أعرتَ لصوتِ الوهمِ آذانا
عشقٌ تمكّنَ في قلبي فأهلكنـي ... فلم أعد أرتجي لي فيه سلوانا
أمضيتُ ليلي وهذا الجرح يؤلمني ... ومن أسى دمعتي تهتزُّ أركانا
لو أنكم قد رأيتم كيف مزّقنــي ... لقضَيتمو دهراً ترثونَ ذكرانـا
أو تشعرونَ بدمعــي كيف يُحرقني ... لما استطعتم أن تنوون هجرانـا
نبضي يحنّ إلى ذِكرى تُقرّبنـي ... منكُم ... ولكنّني آثرتُ كِتمانا
وجدي على زمنٍ بالوصلِ متّعنــي ... وجدي على زمنٍ بالحبِّ يغشانا
أحيا بنجواكُمو والخوفُ يقتُلنــي ... أخشى الفِراق إذا ما وقتهُ حانـا
قد كنتُ أشكو لكُم منــكُم فلوّعنـي هجرٌ ... فقولوا لِمَن أشكوكُم الآنــا
هاقدْ رحلتُم فأمسى الشوقُ يُقلقُـني ... وفي حَشاي مِن الأحزانِ نيرانا
قد كنتمو أملي ... ولِغُربتي وطني ... قد كنتمو حلماً طرباً ونشوانا
والآن لم يبقَ لي منكُم سوى شَجَني ... و دمعةً وفؤاداً باتَ يقظانا
لو أن ربي بهذا الحبّ عاقبني ... لسكبتُ دمعي رجاءً منهُ غُفرانا
أو أنهُ قدرٌ منهُ ليبلُــوني ... راضٍ بحكمتِــهِ و رضيتُ ما كانا