Admin Admin
عدد المساهمات : 852 تاريخ التسجيل : 18/07/2011 العمر : 36
| موضوع: مدينة من الحكايات فى منتصف قلبى !!! الأحد نوفمبر 11, 2012 11:42 pm | |
|
هنا مدينة من الحكايات فى منتصف قلبى !!! (نشر في مجلة زهرة الخليج ) *
*(هنا ) أقف!! ولاأعلم *إلى أي مرحلة من مراحل الحزن تُشير كلمة ( هنا ) أو إلى أي بقعة من بقاع العمر يؤدي تتبع ( سهمها )! لكني أعلم جيدا أن ( هنا ) هي مرحلة مرهقة جدا من الشعور بقعة متوغلة في الحزن حد السواد ! واني أتجول الآن فوق بين طرقات هذه المرحلة كمحارب مهزوم يُغادر وطنه بإتجاه غربة ما! يمضي متعرقلا بآخر بقايا الآمان *وأخر بقايا الكرامة / وآخر بقايا الحكاية / وآخر بقايا الوطن! ويُغمض عينيه على الصورة الأخيرة لــ وطن يئن مهزوما* *ووجوه زيف أصحابها تاريخ الحكاية! فتساقطت أمامه كالثمار الفاسدة وجوههم! * * *
وأنا أكتب الآن كلمة ( هنا ) / أُشير إلى منتصف قلبي تماما ! *حيث كانت تُقيم قبيلة من الصحبة والأحبة والرفاق! وغادر كل منهم بحكاية مختلفة فبقيت خلفهم الحكايات كالمنازل المهجورة / ملونة الجدران بألوان مواقفهم* *حتى تحول داخلي إلى مدينة من الحكايات* *لكل حكاية لون مختلف / وحزن مختلف / وألم مختلف / وذكرى مختلفة ! فحكايات أحرص على ترميمها وتجديد طلائها وأخرى أنتظر انهيار أخر بقاياها ! لــ أقذف بها مني ! فالحياة أقصر من الجلوس على أطلال حكاية*حزنها طويل*الأمد! * * * * *
لهذا لم أتعلق في الحياة يوما كنت دائما أتعامل مع الحياة على انني عابرة سبيل* *فكنت أحاول قدر استطاعتي ان لاألتصق بأمكنتها أو تفاصيلها إلى الحد الذي يرهقني التفكير فيه بوداع ماالتصقت به ! أو الحد الذي يجعلني أحبو وهنا" / وأنا أوداع أحدهم ! * * * *
لكن الحياة تعلقت بي*! *تعلقت بي للدرجة التي يتحول فيها الموت لدى البعض إلى أمنية مشتهاة كالأماني المستحيل التي نقضي عمرنا في طهوها واشتهائها / ولانتناولها أبدا ! فـ بعض الأماني نربيها كطفل مشوه* *ونحتفظ بها معلبة/ ونتجاهل تاريخ صلاحيتها قدر استطاعتنا! لانه لدينا قابلية تامة لتناولها حتى حين تأتي بعد الآوان / وبعد الصلاحية ! * * *
فهناك من يتحول الموت في داخلهم إلى أمنية رائعة فالموت صديق حميم / وأمنية دافئة / لــ أولئك الذين ينتظرونه بشغف ! أولئك الذين يزفون أنفسهم للموت بلا تردد! ولايصل الى هذه المرحلة من الموت إلا اشخاص خذلتهم الحياة *لدرجة النفور منها/ والشعور بالغربة فيها! أو أرواح لمحت وجه الحياة الحقيقيي وهي مستيقظة من النوم**! الوجه الذي يخلو من الرتوش والمساحيق ! الوجه الذي يُشعرك كم هي ( دنيا) هذه الدنيا ! * * * *
لهذا هناك أرواح تتعطش للموت / وما بعد الموت وهناك أرواح تنفر من الموت / ومابعد الموت! فمرحلة مابعد الموت / هي مرحلة تحددها طبيعة الحياة قبل الموت! * ويضحكونني جدا ! الذين يرددون بيقين ( نجى من الموت بأعجوبة) لاأحد ينجو من الموت ! فتواقيت الموت لاقدرة لبشر على العبث بها / مهما أوتي من جبروت وقوة ! كل مافي الأمر / انه نجى / لان هناك بقية من عمر! فلم يُكشف رصيد أيامه بعد ! * *
والمتوغلون في الألم فقط / هم الذين يدركون تماما ان الموت لم يعد الوسيلة الوحيدة لــ إيقاف الحياة ! فهناك أمور تنجح في إيقاف الحياة في قلوبنا وأعيننا ! وقمة الألم / ان تتوقف الحياة بك / وأنت مازلت تحتفظ بأنفاسك! ومازال إسمك مذيلا في قائمة الأحياء ! ولم يشعر بموتك ومغادرتك لها / إلا أنت ! * * *
فحتى جسدك يخذلك ! لانه يستمر محتفظا بقوته / وقدرته على الحركة أمامهم! في الوقت الذي تشعر فيه أنت / برغبتك وحاجتك لــ مكان ما / بقعة ما / صندوق ما ! تُعبىء فيه جسدك وحزنك ووهنك! وتغمض / وتسافر بإتجاه حياة تتمناها لكن ودائما / وفي أغلب الحالات ! الذين ينتظرون الموت ويبحثون عنه / لايلتقون به سريعا ! * * *
ويختلف الموت عن الحياة كثيرا ! فالحياة ( فرصة ) *شبيهة بلعبة مؤقتة هناك من يتقنها / وهناك من يفشل بها ! وتتوقف اللعبة بإنتهاء وقت الفرصة أو المهلة! * لكن الموت يختلف فهو نهاية لاتمنحك الوقت الكافي لقراءة آخر كلمات الرواية / أو لمعرفة خاتمة الورقة الأخيرة! فنحن قد نشعر بالنهاية / لكننا لانقرأها أبدا ! لاننا لانسدل الستار الأخير على حياتنا! فهناك دائما من يسدل خلفنا الستار! * * * *
فالسابقون / الذين مضى الموت بهم وحُملوا على أكتاف بكتهم أعين وقلوب أصحابها! وسارت خلفهم الجموع وصلى المصلون عليهم يتحولون مع الوقت / إلى ورقة من كتاب العمر ! قد نقضي العمر كله نقرأ في هذه الورقة! وقد لانعود إليها بعد الانتقال إلى الصفحة التالية ! وقد نتفقدها في لحظات الحنين / ونعاود هجرانها عند انطفائه! وقد نبكي عند التجول بين سطورها / وقد نضحك ! لكن الحياة تستمر فعجلة الحياة لاتعرقلها بقايا حكاية او دوامة حزن مهما بلغت قوة الحكاية اوشدة الحزن! فنبكي ... والحياة تضحك ! ونموت .... والحياة تستمر
| |
|